Espaņol

االمفاوضات حول الصحراء

ملفات خاصة

 


النص الكامل لتدخل السيد خليهن ولد الرشيد خلال افتتاح المفاوضات .

ألقى السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أول أمس الاثنين كلمة خلال افتتاح الجولة الاولى من المفاوضات من اجل إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء (18 و19 يونيو الجاري) تحت إشراف الامم المتحدة .
وفي ما يلي النص الكامل لهذه الكلمة : " السيد المبعوث الشخصي للسيد الأمين العام للأمم المتحدة, أيها الحضور الكريم, أتشرف أن أتناول الكلمة, كعضو في الوفد المغربي بصفتي رئيسا للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. هذا المجلس, الذي يمثل الطاقات الصحراوية على مختلف مستوياتها, تمثيلا يتناسب وتاريخها وتقاليدها وقيمها التي تنبثق من الصدق والإخلاص, والمبنية على موروث, ضاربة جذوره في التاريخ. هذا المجلس الذي ساهم في هذا التحول العميق والتاريخي, في مقاربة إيجاد حل تصالحي وتوافقي لقضية الصحراء.
إني سعيد اليوم, أن أعبر مباشرة عن رأي الأغلبية, التي قليلا ما كانت تتاح لها الفرصة للتعبير عن رأيها بكل حرية, ويسمع صوتها في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
إن هذا الظرف الذي نعيشه اليوم, يعد فرصة تاريخية ثمينة, لا ينبغي لنا أن نضيعها, فرصة هذا اللقاء الأخوي المباشر, التي يجب أن نغتنمها للخروج بصفة نهائية من هذا المشكل القائم, والذي وصل إلى الطريق المسدود, خصوصا أن الوضع الوطني والجهوي والدولي مناسب اليوم, أكثر من أي وقت مضى, لوضع حد لمعاناة أهالينا في المخيمات, والتفرقة بين العائلات, والإقلاع نحو مصالحة حقيقية, ستكون بدون شك الانطلاقة الحقيقية والصريحة والصادقة, لتطمئن النفوس والقلوب, بحل يرضي الجميع, حل يدخل المسرة والبهجة بلقاء الأحبة, خصوصا لأن وجه الصحراء تغير تغيرا عميقا, بفضل مسيرة التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية, وترسيخ الديمقراطية.
صحراء اليوم, ليست صحراء الأمس التي ترك الاستعمار, وإنما, بفضل التحولات الواسعة التي طرأت على أهلها و على مجتمعها وعلى المنطقة, أصبحت الصحراء قادرة اليوم, أكثر من أي وقت مضى, على أن تكون أرض مصالحة وتجاوز جميع مخلفات الماضي.

وكأحد أبناء هذه المنطقة, الذين عاشوا عن قرب جميع تطورات هذه القضية, أستطيع القول بأن موضوع الصحراء يتطلب كثيرا من الموضوعية والواقعية, واعتبار الواقع الذي لا يرتفع, خصوصا فيما يتعلق بالوشائج المتجدرة في التاريخ, والتي كانت دائما قائمة بين أهل المنطقة والمغرب وملوكه الميامين بالبيعة المقدسة, وذلك على مدى قرون.
ولهذه الأسباب, وخلال أكثر من32 سنة, تبين للقاصي والداني وللمجتمع الدولي, أن كل المحاولات والمقاربات والمخططات التي تجاهلت هذه الروابط باءت بالفشل, لأن كل مخطط أو كل محاولة لا تأخذ بعين الاعتبار عمق هذه العلاقات وتجدرها في نفوس أبناء الصحراء لن تقوم لها قائمة كذلك.
اعتبارا لذلك, نعتقد بأن الحل الأنسب لهذه القضية, هي المبادرة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده, التي اشتغل عليها أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بجدية, وبمشاركة حقيقية وصادقة وديمقراطية وشفافة, لوضع مشروع قابل على أن يكون الحل الوسط الذي يرضي الجميع, وهذا هو الحل الوسط الوحيد الواقعي القابل للتطبيق لحل قضية الصحراء, يضمن للمملكة المغربية سيادتها ووحدة ترابها بشكل لا يدع مجالا للشك, ولأبناء الصحراء الاعتراف البين الواضح الحقيقي والملموس بحقوقنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وحقنا الشرعي في تسيير أمورنا بأنفسنا في أرضنا, تحت سيادة المملكة المغربية, كما أن هذا الحل, هو الذي سيتيح لشعوب المغرب العربي الانطلاق من جديد في بناء هذا الصرح الذي تحلم به شعوب المنطقة.

إن مشروع الحكم الذاتي الذي ساهم أبناء المنطقة في إنجازه بصفة مباشرة وديمقراطية, يتضمن جميع مقومات النجاح, لأنه يوفر جميع المؤسسات والآليات التي ستمكننا نحن أبناء المنطقة جميعا, وبدون استثناء, من الأخذ بزمام مستقبلنا, وذلك من خلال الجهاز الحكومي الصحراوي, وبرلمان الصحراء المنتخب ديمقراطيا, والجهاز القضائي المحلي, وجميع الأجهزة والوسائل اللازمة لحسن سير المؤسسات. وإن لنا مجالا واسعا, وفضاء رحبا, للتفاوض على جميع محتويات البنود المتعلقة بهذه المبادرة, من أجل تحسينها بمقترحاتكم البناءة, منطلقين في ذلك من جوهرها.
إن هذه المبادرة التي شهد العالم أنها جدية وذات مصداقية, ولا سابقة لها, تضمن الحل السريع لهذه القضية, والخروج من هذا النزاع في أقرب الآجال. كما أن تطلعات أهالينا والمجتمع الدولي وشعوب المنطقة إلى هذا الاجتماع تفرض علينا أن نكون في المستوى المطلوب, وأن نقدر حق قدره هذه الفرصة التي لا يحق لأي واحد منا أن يضيعها, وخصوصا بالنسبة لأبناء الصحراء الذين مسهم الضر من الانتظارية, ومن المواعيد التي لا تحقق, ومن المخططات غير الواقعية.
أهلنا يريدون حلا, ويعلمون علم اليقين, في المخيمات وأينما وجدوا, بأن الحل الوحيد الممكن هو هذه المبادرة, التي لا يجوز لإخواننا في جبهة البوليساريو أن يعتبروا أنها هزيمة أو تنازل, وإنما يجب أن يعتبروها انتصارا لما ناضلوا من أجله منذ32 سنة, لأنها تضمن كل ما ناضلوا من أجله: التصالح, التوافق وتحقيق مكاسب حقيقية, سياسية اقتصادية وثقافية واجتماعية.
فهدف النضال في السياسة هو الحصول على مكاسب ملموسة, وليس النضال من أجل النضال, كما أن الخيارات المطروحة أمامنا قليلة : فإما اختيار الحل الممكن الواقعي والمناسب, والذي يتوافق مع مساعي الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي توافقي, الكامن في مبادرة الحكم الذاتي, التي تعتبر بحق تقريرا للمصير, عن طريق التوافق والتراضي, وتنازل كل طرف عن سقف مطالبه. وفي اعتقادي أن هذا هو رأي الغالبية العظمى للصحراويين, ومطمحهم ومتمنياتهم أن يتم التوقيع اليوم والخلاص اليوم والانتصار للجميع اليوم ؛ أما الخيار الثاني فهو اختيار سلبي وعدمي, لأنه لا يسر أحدا وليست فيه منفعة لأحد ولا يأتي للمنطقة إلا بالويلات, ولأهالينا إلا بمزيد من التفرقة والمعاناة.
إن المغرب بقيادة ملكه أمير المؤمنين, وبإجماع كافة مكوناته ومشاربه وقواه الحية, ليدعوكم إلى الارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية, التي تتيحها مبادرة الحكم الذاتي المقدامة. إن المملكة المغربية التي كان الصحراويون أحد أركان صرح دولتها العريقة في التاريخ القديم والمعاصر, على مدى14 قرنا من تشكل الدولة الأمة المغربية, القائمة على الإسلام دينا, والملكية نظاما, تناشد ما في وجدانكم العميق من وطنية أصيلة وصادقة, تلكم الوطنية التي تحليتم بها لبناء مغرب موحد, ديمقراطي ومتقدم.
ولهذا أناشدكم إخواني أعضاء جبهة البوليساريو, إلى التعقل والجنوح إلى الحكمة والموعظة الحسنة, وإتباع أحسن القول باتخاذ القرارات المناسبة الواقعية, ولكنها المشرفة, والتي ستدخل السرور إلى كل بيت وخيمة صحراوية, وإلى قلب كل صبي وشاب وامرأة, وشيخ صحراوي أينما وجد, وبالتالي الدفع إلى الأمام بمنطقتنا, برؤية مستقبلية متفائلة, يرجى منها الخير وكل الخير للمنطقة برمتها, ولا تخيبوا آمال أهالينا فينا جميعا.
"إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيراً". صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".

بقية الملف

 

إذاعة العيون  FM: 91,1 Mhz    MW: 711 Khz ص.ب. 459  العيون    الهاتف 64/58 33 89 28 212 فاكس 62 33 89 28 212