Español

االمفاوضات حول الصحراء

ملفات خاصة

 


تصريح السيد شكيب بنموسى في لقاء صحفي بنيويورك .

عقد الوفد المغربي للمفاوضات حول الصحراء مساء الثلاثاء بمقر البعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك لقاء صحفيا في ختام الجولة الأولى المنعقدة يومي18 و19 يونيو بمانهاست بضواحي نيويورك .
وخلال هذا اللقاء الصحفي الذي انعقد بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام الدولية أدلى السيد شكيب بنموسى وزير الداخلية بالتصريح التمهيدي التالي: " انتهت منذ قليل الجولة الأولى من المفاوضات التي جرت تطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم1754 , وانطلاقا من الفرصة التي أتاحتها المبادرة المغربية من أجل التفاوض لإقرار حكم ذاتي لجهة الصحراء.
ومعلوم أن هذا القرار شكل قطيعة مع الماضي ودشن لمسلسل جديد طبقا لإرادة المجتمع الدولي بهدف التوصل إلى حل سياسي نهائي متفاوض بشأنه.
إن هذه المفاوضات التي دعا إليها مجلس الأمن تعد ثمرة المجهودات التي قامت بها المملكة المغربية من أجل إقرار حل سياسي لإنهاء النزاع حيث تقدم المغرب بالمبادرة التي ساهم في بلورتها كافة المكونات السياسية للمملكة والمجلس الملكي الإستشاري للشؤون الصحراوية الذي يمثل أغلبية أبناء الصحراء.
وقد حضيت المبادرة المغربية بدعم دولي كبير باعتبارها ستساهم في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة وتساعد على جمع شمل كل الصحراويين وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها إخواننا بتندوف.
لقد كانت هذه المفاوضات التي حضرها أشقاؤنا الموريتانيون والجزائريون فرصة التقينا فيها بفئة من إخواننا الصحراويين من أجل العمل سويا على إيجاد حل وسط سياسي توافقي ونهائي لهذا النزاع الذي تعيشه المنطقة منذ عقود.
إن المغرب أعلن منذ صدور القرار الأممي أنه سيتوجه إلى التفاوض بنية صادقة ويد ممدودة بعد أن بادر باقتراح حل واقعي وجدي ومسؤول يستمد روحه من الشرعية الدولية ونماذج الحكم الذاتي المعمول بها في الدول الديمقراطية, آملا أن يكون هذا الحل أداة لتحقيق آمال شعوب المنطقة المغاربية في العيش في أمن وسلام.
كما أن المقترح المغربي ينص على أن نظام الحكم الذاتي للجهة سيكون موضوع تفاوض وسيطرح على السكان المعنيين في استشارة استفتائية حرة.
ويعد هذا الاستفتاء حسب الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن بمثابة ممارسة حرة من طرف هؤلاء السكان لحقهم في تقرير المصير.
إن إرادة المغرب وعزيمته قويتان للدفع بهذا المسلسل نحو النجاح والوصول إلى حل يتجاوز الجمود ومخلفات الماضي, ويستجيب للنداءات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي, كما أن هدف المغرب يتجه نحو إخراج المنطقة من النفق المسدود وتخليصها من أخطار الإرهاب والجريمة المنظمة وبناء مستقبل المغرب العربي على أسس جديدة قوامها المصالحة والتعاون.
وخلال هذه الجولة من المفاوضات, التي دامت يومين كاملين, قدم المغرب اقتراحه الرامي إلى منح جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا, وكانت فرصة تاريخية مكنت من فتح حوار بين جميع الصحراويين, شارك فيه بشكل فعال المجلس الملكي الإستشاري للشؤون الصحراوية في شخص رئيسه.
وفي هذا الإطار أكد الوفد المغربي أن المبادرة المغربية التي تجاوب معها المجتمع الدولي ومجلس الأمن بشكل ايجابي من خلال قراره رقم1754 , معتبرا أن هذه المبادرة تتسم بالجدية والمصداقية وتشكل عنصرا جديدا للتفاوض, تعتبر الحل الواقعي الوحيد غير القابل للتجزئة لحل النزاع القائم وجمع شمل كافة أبناء الصحراء وضمان حفظ كرامتهم وعيشهم الكريم.
كما أكد المغرب كذلك على أن المبادرة التي تقدم بها والتي رغم اتسامها بالتكامل والتجانس تبقى قابلة للإغناء والتطوير في إطار التفاوض التوافقي واحترام مبدأ الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
ورغم هذه الروح المتسمة بحسن النية التي عبر عنها المغرب خلال هذه المفاوضات فإن الطرف الآخر ظل متشبثا بمواقفه السابقة ولم يتقدم بأي مقترح بناء يمكن من تجاوز هذا المأزق, بل بقي متمسكا بمخططات سابقة أكد مجلس الأمن والمجتمع الدولي عدم قابليتها للتطبيق ومتسترا وراء تأويلات ضيقة وقراءات انتقائية لمبدأ تقرير المصير .
كما نتأسف لكون تصريحات الطرف الآخر ما زالت تتسم بالسلبية ولا تتجاوب مع رغبة المجتمع الدولي في إجراء مفاوضات بناءة وبحسن نية وروح المسؤولية.
إن هذه المواقف تؤكد أن جبهة البوليساريو ومن يقف وراءها لم تدرك بعد أهمية هذه المناسبة التاريخية بما تتيحه من فرص لتحقيق السلم والمصالحة وجمع الشمل وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها منذ عقود إخواننا بمخيمات تندوف.
إن المغرب يؤكد من جديد إرادته الصادقة وعزمه القوي على المضي في هذا المسلسل ومواصلة حوار بناء انطلاقا من الدينامية التي جاء بها المقترح المغربي تحت رعاية الأمم المتحدة, يحدوه في ذلك الأمل الكبير في إنهاء هذا النزاع بما فيه مصلحة جميع الأطراف.

بقية الملف

 

إذاعة العيون  FM: 91,1 Mhz    MW: 711 Khz ص.ب. 459  العيون    الهاتف 64/58 33 89 28 212 فاكس 62 33 89 28 212