Español

االمفاوضات حول الصحراء

ملفات خاصة

المغرب يجدد التأكيد على ضرورة تقدير الفرصة التاريخية الراهنة من أجل تسوية نهائية لقضية الصحراء

جدد الوفد المغربي إلى مفاوضات مانهاست مساء الثلاثاء التأكيد على أهمية تقدير الطرف الآخر ل "الفرصة التاريخية الراهنة " الرامية إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء مذكرا بأن المبادرة المغربية التي تم تقديمها خلال هذه الجولة الأولى " تشكل أحسن ضمانة وأحسن صيغة للمصالحة يمكن تقديمها لسكان الجهة " .
وأكد السيد شكيب بنموسى وزير الداخلية , خلال لقاء صحفي شارك فيها أيضا السادة الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون , وفؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية , وخليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية , ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات , والمصطفى ساهل الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة مرفوقين بالمستشارين التقنيين السادة ماء العينين ماء العينين بن خليهنا الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ومحمد صالح التامك والي جهة وادي الذهب الكويرة , أنه " لدينا أمل كبير في أن تشكل المباحثات التي جرت حافزا للتفكير , وأن يتمكن الطرف الآخر خلال المباحثات التي ستجري في شهر غشت من تقدير الجهد الذي أنجز واغتنام هذه الفرصة التاريخية من أجل وضع حد لمعاناة جزء من السكان الصحراويين ".
وردا على أسئلة ممثلي الصحافة المعتمدة لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك أضاف السيد بنموسى أن المبادرة المغربية التي رحب بها المنتظم الدولي تقدم للسكان " الذين يوجدون اليوم في مخيمات إمكانية العودة إلى بلدهم والمشاركة في تنمية جهتهم والتمتع بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية" .

وفي معرض حديثه عن المفاوضات خلال اليومين الماضيين أبرز المسؤول المغربي أن المغرب قدم في مانهانست مضمون مبادرته "التي تنبني على مقاربة توافقية تضمن تقرير المصير , وتضمن أيضا التدبير المحلي على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من قبل سكان الجهة " معربا عن أسفه لكون موقف البوليساريو "لم يشهد تقدما يذكر".
وأوضح "أننا نعتبر هذه المفاوضات تاريخية .ونأمل من خلال الحوار والمفاوضات أن يستوعب إخواننا في تندوف كامل الدلالة التي تنطوي عليها هذه المبادرة المغربية الجريئة".
وأكد الوزير بهذا الخصوص أن الحل المقترح من قبل المغرب يتأسس على منهجية ترتكز على الحوار والمفاوضات من أجل التوصل إلى "حل متوافق بشأنه ومقبول من لدن الأطراف".
وقال " إنه من البديهي أن أي تسوية أخرى تذهب في اتجاه تكريس التفرقة والفصل بين السكان من خلال تبني مواقف متطرفة من شأنها التهديد بخلق المزيد من المشاكل فضلا عن أنها لا يمكن أن تكون تسوية دائمة تضمن السلم والاستقرار في المنطقة".
وأكد السيد الفاسي الفهري في نفس السياق أنه بفضل الدينامية التي أطلقها المغرب من خلال مبادرته منح حكم ذاتي موسع لجهة الصحراء رأت مفاوضات مانهاسات النور.
وأضاف الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون أن "المملكة عملت دون كلل وبإشراك كافة الأحزاب السياسية وأغلبية الصحراويين الذين يعيشون جنوب المغرب على بلورة تسوية لاغالب فيها ولامغلوب من أجل خلق هذه الدينامية الجديدة".
وأضاف أن مجلس الأمن وصف بشكل واضح الجهود التي بذلها المغرب بالجدية وذات مصداقية, وأن المفاوضات ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار التطورات الحاصلة خلال الأشهر الأخيرة , أي المبادرة المغربية.
وخلافا لذلك, قرر البوليساريو في آخر لحظة الإسراع بتقديم ما سماه مقترحا جديدا والحال أنه ليس كذلك ما دام بكل بساطة يكرر مواقفه المعروفة سلفا والتي من المستحيل تنفيذها حتى برأي الأمم المتحدة ذاتها .
وقال الوزير " إننا لا نعتقد ,إلى غاية الوقت الراهن ,أن الطرف الآخر على استعداد للتقدم ومحاولة التوصل معا إلى حل سياسي" مضيفا أن " ما تقدمت به المملكة غير مسبوق بالمغرب والمنطقة".
وأضاف "لقد بذلنا هذه الجهود من أجل التوصل إلى حل متوافق بشأنه , ونأمل خلال المفاوضات المقبلة أن نتمكن بشكل ملموس من التقدم إلى الأمام ومناقشة هذا الاقتراح الشامل والمنسجم الذي تقدم به المغرب".
من جانبه ذكر السيد خليهنا ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في البداية بأسباب فشل كل المسلسلات السابقة التي أطلقتها الأمم المتحدة من أجل تسوية النزاع حول الصحراء ومن بينها مخطط بيكر الثاني وذلك بسبب عدم قابليتها للتطبيق سواء بسبب عوامل تقنية أوسياسية.
وأشار إلى أنه يتعين على الأطراف من أجل إيجاد حل لهذا الملف التوصل إلى توافق.
وقال " إن التوافق معناه التخلي عن المطالب في سقفها الأقصى", مشيرا إلى أنه يتعين على البوليساريو التخلي عن النزعة الانفصالية.
وفي هذا الصدد, أكد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية, أن "البوليساريو ليست حركة استقلالية, إنه حركة انفصالية, لأنه لا يمثل مجموع السكان الصحراويين".
وأضاف خليهن ولد الرشيد "نعتقد أن هذه المفاوضات ستفضي بالبوليساريو, كحركة سياسية-عسكرية, إلى تعلم ثقافة التوافق والإجماع من أجل تسوية مشكل على هذه الدرجة من الصعوبة والتعقيد", معتبرا أنه "يجب التحلي بالكثير من الصبر والتنازلات والحوار والتخلي عن الدوغمائية والمفاهيم المذهبية ".

وخلص إلى أن المفاوضات التي جرت بمانهاست كانت "إيجابية على اعتبار أننا أجرينا الحوار كإخوة بحضور بلدان الجوار. وربما في الجولة المقبلة التي ستجري في شهر غشت يمكن أن نحقق تقدما إيجابيا إذا ما توفرت النية الصادقة والنوايا الحسنة".
وقال إنه في ما يتعلق بالمغرب, فإن "النية الصادقة والنوايا الحسنة متوفرتان, ولقد أثبتنا ذلك, ونحن ننتظر أن يتخلى الطرف الآخر عن مطالبه التي يستحيل تحقيقها والتي ليست, في الواقع, إلا من باب المماطلة من أجل عدم التوصل إلى حل".
ويذكر أن وفودا من المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا شاركت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في هذه المفاوضات حول الصحراء, التي ستتواصل في الأسبوع الثاني من غشت المقبل بمانهاست.

بقية الملف

 

إذاعة العيون  FM: 91,1 Mhz    MW: 711 Khz ص.ب. 459  العيون    الهاتف 64/58 33 89 28 212 فاكس 62 33 89 28 212