"جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء"

ملفات خاصة

جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، جهة غنية بحمولتها الثقافية، الفنية والتاريخية.

 تعرف على الجوانب الثقافية للجهة عبر روبورطاجات إذاعة العيون الجهوية.

القسم الإسباني

القسم الإسبانيمسيرة ثلاثين سنة من الود المتبادل مع المستمعين باللغة الإسبانية، وذاكرة تحكي متعة وحرارة اللقاء.
 القسم الإسباني

 

 

الإطار الطبيعي:

    تقع الجهة على هضبة (لحمادة). وليست بها تضاريس وعرة كثيرة. ماعدا المجاري التي حفرتها الأودية، ومنخفضات "السبخات".
ويتميز مناخ الجهة بقحولة حادة، وبندرة التساقطات، كما أن تأثير القرب من المحيط الأطلسي ليس له اثر إلا في الشريط الساحلي. أما بقية المنطقة، فتزداد بقحولة كلما توغلنا داخل الجهة. أما درجات الحرارة المتوسطة، المسجلة في هذه الجهة، فتتغير حسب الفصول. ففي الشتاء، تتراوح درجة الحرارة المتوسطة ما بين 10و11 درجة أما في الصيف فتبلغ 47 درجة.
وبالنسبة للأمطار، فإنها تتأثر بالتقلبات الجوية للمحيط الأطلسي. وهي نادرة جدا ولا تتجاوز 60 ملم في السنة. كما أن التساقطات لا تستمر إلا مدة قصيرة. وهي غير منتظمة وعنيفة وعاصفية. وتتعرض هذه الجهة للرياح وللعواصف الرملية.
على مستوى المياه. تعتبر هذه الجهة جافة، ولا توجد بها مجاري مائية دائمة التدفق، باستثناء فيضانات دورية للأودية مثل الخط، اساغ، لكرع، شلووا، الفايض، عويليتيس، وبالخصوص واد الساقية الحمراء، الذي شيد عليه سنة 1995، سد الساقية الحمراء، من اجل اختزان مياه الفيضانات. وتصل سعته إلى 110.000.000 م3 وعلوه إلى 15م. فاللجوء إلى الموارد الجوفية يعد ممارسة قديمة بالمناطق الجافة،فهي نقط التقاط مربي الماشية والرحل فيما بينهم حول الآبار. إن ندرة المياه العذبة في هذه الأوساط الجافة تشهد لصالح اقتصادها، الذي يمر أيضا عبر محاربة التبذير ،بما أن الماء هو مورد وغير قابل للتجدد.
ورغم الجهود المبذولة من طرف الدولة، فان الماء يزداد ندرة، كلما تطورت الساكنة والتعمير والصناعة والفلاحة بطريقة عشوائية. وهو الشيء الذي سيؤدي، في المستقبل القريب إلى نقص خطير، سيتضح عندما تتجاوز الحاجيات الاحتياطات المحدودة للجهة.وسيصبح الماء في

القصير،مشكلا مقلقا بشكل دائم في هذه المنطقة الجافة. إن هذه الفرشات المائية الأكثر تعرضا للاستغلال في هذه الجهة تعد على
الأصابع. كما أن أغلبها شديد الملوحة، بنسب تتراوح ما بين 2غ/ ل و9غ/ل. وتشكل هذه الفرشات المائية أهمية كبرى بالنسبة للموارد للجهة ككل. كما أن إمكانية هذا المورد موزعة على 9 فرشات مائية. وتتراوح جودة المياه نسبيا من فرشة إلى أخرى، ولكن فرشة فم الواد هي الفرشة الواحدة ذات المياه العذبة المتواجدة في الجهة. إن هذه الفرشة التي تستغل للسقي ولتزويد مدينة العيون بالماء الصالح للشرب، قد ظهرت قرب مصب واد الساقية الحمراء، وتحت التلال الرملية. وتغطي مساحة قدرها 90كلم²، وتتغذى هذه الفرشة عبر واد الساقية الحمراء، الذي يصرف كل خمس سنوات حجما مهما من مياه الفيضانات.
أما فيما يخص الفرشة العميقة، فهي تغطي الجزء الغربي من الأقاليم الصحراوية )العيون, بوجدور, الداخلة الخ...( على مساحة تقدر ب90.000 كلم² و تستغل في جماعات الحكونية الدشيرة و بوكراع عن طريق التنقيب. و يتراوح عمقها ما بين 500 و 750م. وتصل ملوحة الماء المستخرج منها إلى 2.6 غ

الجانب الديمغرافي: بنية و توزيع السكان 

   عرفت جهة العيون_بوجدور _الساقية الحمراء تطورا ديمغرافيا مستمرا منذ استرجاع الأقاليم الصحراوية (1975) إلى يومنا هذا. و تصل الكثافة المتوسطة لهذه الجهة إلى 1.26 نسمة/كلم² مقابل،37.80 نسمة/كلم²، على الصعيد الوطني. و تعتبر من بين اضعف الكثافات في البلاد.
إن نمو السكان يتمركز بالأساس في الوسط الحضري، و بالخصوص في مدينة العيون، التي تعتبر المركز القوي من حيث التجهيزات الحضرية في الجهة بأسرها.

  إن حوالي 35% من سكان الجهة هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، و 61 % هم في سن العمل (15-59 (أما المسنون )60 سنة فما فوق) فيمثلون 3.5 %.
و في سنة 1994، وصل عدد سكان جهة العيون –بوجدور-الساقية الحمراء إلى 175.669 نسمة، أي 0.67 % من الساكنة الوطنية. وتتمركز هذه الساكنة بالأساس بالوسط الحضري، الذي يأوي 164.807نسمة، أي 93.81 % من الساكنة الجهوية، مقابل 10.862 نسمة فقط، بالنسبة للوسط القروي. ويتجاوز هذا العدد بكثير المتوسط الوطني، الذي بلغ 51.4 %سنة 1994.

وتتوزع هذه الساكنة على قطبي الجهة: ولاية العيون وإقليم بوجدور، اللذين يضمان على التوالي: 149.640نسمة، و15.167 نسمة.
كما أن ولاية العيون تضم 87.65 %من الساكنة العامة للجهة، بكثافة متوسطة تقدر ب 4.10 نسمة/كلم². بالمقابل، فان إقليم بوجدور لا يشكل إلا 12.3%، بكثافة تقدر ب 0.2 نسمة/كلم².
كما أن هذا التباين يلاحظ أيضا فيما يتعلق بساكنة مدن الجهة. وهكذا، بلغ عدد ساكنة مدينة العيون، حسب إحصاء 1994، 136.678 نسمة، أي 78%من الساكنة الجهوية، مقابل 15.165 نسمة فقط، بالنسبة لمدينة بوجدور، التي هي المدينة الثانية للجهة من حيث الأهمية.

الأنشطة الاقتصادية الرئيسية :

   إن النشاطين الاقتصاديين الرئيسيين لهذه الجهة هما تربية الماشية والصيد البحري. وتتميز هذه الجهة أيضا بنشاط معدني متطور، يخص استخراج الفوسفاط، ولها مؤهلات سياحية هائلة. ومع ذلك، يضل القطاع الثالث مهيمنا على الجهة، حيث يشغل 64%من السكان النشيطين. وتتوزع بقية السكان النشيطين بالتساوي تقريبا على القطاعين الأول والثاني

انطلاقا من كونها منطقة قاحلة، تتميز بظروف مناخية قاسية، وبموارد محدودة فيما يخص المياه والأراضي الخصبة، فان الاستغلال الفلاحي في جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء صعب وخاضع لشروط عديدة (الرياح الجافة، زحف الرمال، قلة الأمطار، ملوحة الماء، فقر التربية).وعلى العكس من ذلك، يكتسي النشاط الرعوي أهمية اجتماعية كبرى بالنسبة للصحراويين الذين يتعاطونه، لكون هذا النشاط يدر عليهم مداخل أساسية.

الفلاحة : نشاط متمركز في (الغرارات)

    تقدر المساحة الصالحة للزراعة بالجهة ،ب 7500 هكتار، منها 50 هكتار مسقية و1000 هكتار قابلة للسقي. وتخصص القطع الأرضية المسقية بالأساس لإنتاج العلف (الفصة) وبعض الزراعات المقلية.
في هذه المنطقة القاحلة، يمكن إن نميز بين نوعين من الاستغلال الفلاحي: المساحات المسقية و الغرارات:
- تعتبر الدوائر المسقية أهم المجالات الفلاحية وكثرها مرودية. وقد تقلصت مساحتها بسبب زحف الرمال وانعدام الماء. ولهذا السبب، فان المساحات المزروعة فعلا بالعيون تعرف كل سنة تقلبات هامة جدا. وهكذا يمكن أن تتقلص المساحة بشكل استثنائي في فترة الجفاف إلى ما بين 300 و400 هكتار. بالمقابل يمكن أن تصل في فترة الأمطار إلى 7000 هكتار.
- وتكتسي الغرارات أهمية خاصة جدا في هذه الجهة. إنها عبارة عن أحواض في قعر صلصالي ضعيف النفاذية، حيث تتراكم المياه المطرية وأجزاء التربية الصالحة للزراعة المجمعة تحت تأثير الفيضانات. وتعتبر الغرارات المورد الوحيد للزراعة البورية.
إن عدد الغرارات في إقليم العيون يقارب 10000وحدة.و توحد الغارات حسب الأهمية في الدورة، عين تسكريد، ايزيك، طرفاية، بوكراع، العيون، الدشيرة، الحكونية، الخ. و اكبر غرارة هي الدورة، و تبلغ 1200 هكتار. أما بقية الغرارات فلا تتجاوز الواحدة منها مساحة متوسطة تتراوح ما بين 0.5 و 1 هكتار.
أما المساحة المزروعة بالشعير و القمح (هيمنة الشعير ب 90%)، إبان موسم فلاحي متوسط (80 إلى 120ملم)، فإنها تتراوح ما بين 2000 و3000 هكتار، وتقدم مردودية متوسطة قدرها 8 قناطر في الهكتار الواحد.
وفضلا عن ذلك، فمن المعروف إن الملكية العقارية الغرارات عمومية، إلا أن الدولة لا تستغلها. أي أن الخواص الذين يستغلون الغرارات، و يشتغلون فيها كمالكين فعليين. ومنذ عدة أجيال أصبح من المعروف والمقبول أن هذه العائلة أو تلك هي المالكة لهذه الغرارة أو تلك، بالمعنى التقليدي للكلمة. وهذا الأمر العلمي يحترم بشكل تام داخل القبائل.
أحيانا، تتدخل السلطات المسؤولة، خاصة في بداية المواسم الفلاحية التي تبدوا واعدة، لتوزيع بعض الغرارات على فلاحين أو أكثر. لكن التقسيم يتم عموما بكيفية طبيعية، ارتكازا على العرف، الذي يحترم الحقوق التقليدية للمستعمل الذي اعتاد استغلال الغرارة. و أكثر من ذلك، فهذه الحقوق تنتقل بالوارثة من الآباء إلى الأبناء، لان امتلاك غرارة يعتبر امتيازا و نوعا من الإرث الاجتماعي، الذي يسمح بتدعيم الهوية العائلية بشكل أفضل. و هكذا يصبح الاستغلال الفلاحي للغرارة فخرا قبليا.

ينتج عما سبق أن هذه الغرارات يطغى عليها الطابع الاجتماعي العائلي، وبالخصوص القبلي أكثر مما هي مشروطة بالمردودية الاقتصادية.
وتقوم الدولة بتشجيع الاستغلال الفردي للغرارات باعتبارها موردا فلاحيا مهما، و نضاما مكملا لتربية الماشية، وباعتبارها كذلك عاملا فعالا لاستقرار السكان.

تربية الماشية : قطاع متجذر ومهم 

   تتوفر هذه الجهة على قطيع هام، يشكل المصدر الرئيسي لمداخيل رب الماشية. أما الأعداد الراهنة لهذه القطعان فهي كالتالي:
تحتل الإبل والمعز مكانة هامة في تربية الماشية بالصحراء. ويقدر عددها على التوالي ب 89.500 رأس من الإبل، أي 30%من القطيع الوطني للإبل، و193.000 رأسا من المعز أي 4%من القطيع الوطني من المعز و يليهما قطيع من الأغنام 120.300 راس أي 0.80 %فقط من القطيع الوطني من الأغنام، أما فيما يخص أبقار فإنها تمثل 440 راس أي 0.01%من القطيع الوطني من الأبقار. إن نظام الرعي يرتكز في هذه المنطقة القاحلة، على تربية الماشية الانتجاعية المتنقلة. فمربو الماشية أي ملاكو القطعان، هم في أغلبيتهم حضريون. يقيمون بمدينة العيون أو بوجدور، ومن هناك ينضمون ويراقبون تنقل قطعانهم .

    وتنتقل قطعانهم نحو الداخلة أو الحدود الموريتانية أو نحو السمارة، كلميم وسوس. ويرافق هذه التنقلات مجموعة من العمال والرعاة. ويقوم هؤلاء بتنقلات دورية بينالعيون، بوجدور، و أماكن الرعي لتزويد القطيع ( تغذية تكميلية في موسم غير جيد، منتوجات خاصة بالصحة الحيوانية، تنقل الحيوانات المخصصة للبيع أو الذبح ) ولتزويد فريق الرعاة كذلك بالمواد الضرورية ( الماء الصالح للشرب، مواد غذائية …)

     وقد وصل عدد مربي الماشية في هذه الجهة، حسب آخر إحصاء إلى 1800 مرب وهو ما يدل على كون هذه الجهة منطقة لتربية الماشية بامتياز، وفضلا عن ذلك فان استيراد قطعان الإبل من موريطانيا أصبح أمرا عاديا جدا، هذه الجهة نظرا الانخفاض ثمنها هناك مقارنة بالأثمنة المحلية.
وتبقى تربية الماشية بمثابة النشاط الرئيسي والأكثر مردودية في هذه المنطقة ،وتتوفر بطبيعة الحال على إمكانيات تفوق بكثير إمكانيات الفلاحة.
ولقد تم، مؤخرا تبني صيغ جديدة لتربية الماشية، أي التربية المكثفة للأبقار، وكذلك إنتاج الدواجن، دون أن ننسى تجميع وتسويق حليب النوق، وهي أنشطة تطورت في العيون، بشكل خاص.
إن الاستقرار قد أعطى نمطا آخر للحياة. وهو نمط يرتبط بمبادئ ثقافة قديمة تلاءمت مع التغيير المفاجئ لحياتهم المدنية الجديدة.

 

إذاعة العيون  FM: 91,1 Mhz    MW: 711 Khz ص.ب. 459  العيون    الهاتف 64/58 33 89 28 212 فاكس 62 33 89 28 212