Español

 

ملفات خاصة

 


ذكرى المسيرة الخضراء .. مناسبة لاستحضار صفحة مضيئة من الصفحات المجيدة لتاريخ المملكة
 

(إعداد: عبد الكريم أقرقاب)

 "إن حفيد جلالة الملك المحرر محمد الخامس ووارث سره جلالة الملك الموحد الحسن الثاني قدس الله روحيهما والمؤتمن دستوريا على وحدة المغرب, ليعلن باسمه وباسم جميع المواطنين أن المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم".
بهذا التأكيد الذي تضمنه الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في زيارته التاريخية لمدينة العيون في مارس2002 , يكون جلالته قد ربط الماضي بالحاضر, مواصلا بذلك مسيرة البناء, في جميع المجالات, بعد مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
فقبل ستة وثلاثين سنة, أبهرت عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني العالم أجمع بحدث تنظيم المسيرة الخضراء التي أرادها جلالته مسيرة سلمية فريدة, جعلت المغرب أول بلد يحرر جزءا من ترابه الوطني بالطرق السلمية, ليكسب بالتالي رهان ترسيخ ركن أساسي من أركان هويته ونظامه السياسي القائم على أواصر البيعة التي تربط بين العرش والشعب.

واليوم إذ تسترجع هاته الربوع من المملكة صفحات مجيدة من تاريخ المغرب المعاصر, فهي أيضا تستحضر ما شهدته خلال العقود الثلاثة الماضية من ميلاد للعديد من المشاريع التنموية, وفتح أوراش كبرى وضعت هذه الأقاليم وبشهادة المتتبعين والمراقبين, المحليين والدوليين, على الطريق الصحيح نحو تحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي وثقافي.
لقد جاء الرأي الإستشاري لمحكمة العدل الدولية بلاهاي معترفا للمغرب بحقه في الصحراء مؤكدا أن روابط قانونية وأواصر بيعة كانت دائما قائمة بين العرش المغربي وأبناء الصحراء.
ونجح المغرب في إقناع المحافل الدولية بعدالة قضيته, وتمكن بفضل ثباته واقتناعه بشرعية مطلبه من إحباط جميع المكائد بتنظيم المسيرة الخضراء التي ستظل محطة بارزة لصلة الرحم بساكنة هذه الربوع, وذلك بالرغم من الدعايات المغرضة لخصوم الوحدة الترابية التي روجت لكثير من الأفكار المغلوطة وشككت عبثا في مغربية الصحراء.
وفي الوقت الذي تواصلت فيه مناورات أعداء الوحدة الترابية للمملكة في محاولة للنيل من سيادتها على جزء من ترابها, ظل المغرب مخلصا للنهج السلمي الذي رسمته المسيرة الخضراء, ملتزما بالمشروعية الدولية ومتمسكا بالأسلوب الحضاري للحوار من أجل الطي النهائي للنزاع المفتعل حول استكمال وحدته الترابية.
وهكذا أبرز جلالة الملك في خطابه السامي أمام الدورة التاسعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة, أن الخلاف المفتعل حول الصحراء لا زال يعيق مسار بناء اتحاد المغرب العربي مؤكدا جلالته "إنني لأجدد استعداد المغرب لمواصلة العمل بكل صدق وعزيمة مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سياسي تفاوضي ونهائي في نطاق الشرعية الدولية يضمن للمملكة المغربية سيادتها ووحدتها الوطنية والترابية".
كما أعلن المغرب عن عزمه تقديم حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية في ظل السيادة المغربية, وهو المقترح الذي لقي تجاوبا كبيرا خاصة من لدن القوى العظمى التي باتت تؤمن أكثر من أي وقت مضى بضرورة تسوية هذا النزاع.
وفي الوقت الذي يمضي فيه المغرب قدما في مسلسل الديمقراطية والتحديث بشهادة وتقدير الدول والهيئات والمنظمات الدولية, ما فتئت أطروحة الانفصاليين تسجل إفلاسا تلو آخر, حيث تتساقط تباعا كأوراق الخريف, اعترافات عدد من الدول بهذا الكيان الوهمي, الذي تجلى للعالم أجمع زيف أطروحاته واستغلال القيمين عليه لهذه القضية من أجل الابتزاز والإثراء.

بقية الملف

إذاعة العيون  FM: 91,1 Mhz    MW: 711 Khz ص.ب. 459  العيون    الهاتف 64/58 33 89 28 212 فاكس 62 33 89 28 212